منتديات منيف ابوغانم
هلا بكم فى منتديات منيف ابوغانم مليون مرحبنا يرجى الدخول او التسجيل اذا كنت تحب الانضمام الينا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات منيف ابوغانم
هلا بكم فى منتديات منيف ابوغانم مليون مرحبنا يرجى الدخول او التسجيل اذا كنت تحب الانضمام الينا
منتديات منيف ابوغانم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الفكر الاسلامي

اذهب الى الأسفل

منقول الفكر الاسلامي

مُساهمة من طرف فريال الامل الإثنين مايو 31, 2010 7:56 am


تعريف الفكر

من يراجع قواميس اللغة والدراسات المنطقية والعلمية التي عرّفت الفكر وتحدثت عنه، يجد أن للفكر تحديداً واضحاً وتعريفاً دقيقاً في هذه الدراسات والعلوم، ومن المفيد هنا أن نعرض عدّة تعاريف للفكر كما وردت لبعض أعلام الفكر والعلم واللغة:
قال الراغب الاصفهاني: " الفكرة قوّة مطرقة للعلم إلى المعلوم، والتفكّر جولان تلك القوّة بحسب نظر العقل، وذلك للإنسان دون الحيوان، ولا يقال إلاّ فيما يمكن أن يحصل له صورة في القلب".
ولهذا روي:
(
تفكّروا في آلاء الله، ولا تفكّروا في الله، منزّهاً أن يوصف بصورة).
قال تعالي:
{
كذلك يُبيّنُ اللهُ لكُمُ الآيات لعلكّم تتفكّرون}. (البقرة /219)
ورجل فكير: كثير التفكير.
قال بعض الأدباء: " الفكر مقلوب عن الفرك، لكن يستعمل الفكر في المعاني وهو فرك الأمور وبحثها طلباً للوصول إلى حقيقتها" ، وقال ابن منظور: "الفكر اعمال الخاطر في شيء" .
وعرّف المرحوم الشيخ عباس القمّي الفكر بقوله: " إعلم انّ حقيقة التفكّر طلب علم غير بديهي من مقدمات موصلة إليه. وقيل التفكّر سير الباطن من المبادئ إليى المقاصد، وهو قريب من النظر، ولا يرتقي أحد من النقص إلى الكمال إلاّ بهذا السير" .
وعرّف الشيخ محّمد رضا المظفّر الفكر بقوله: "تعرف مما سبق انّ النظر _ الفكر _ المقصود منه إجراء عملية عقلية في المعلومات الحاضرة لأجل الوصول إلى المطلوب".
والمطلوب هو: العلم بالمجهول الغائب؛ وبتعبير آخر أدق: أنّ الفكر هو حركة عقلية بين المعلوم والمجهول .
وهكذا يضع هذا الفريق من الأعلام بين أيدينا الإيضاح والتعريف لكلمة (الفكر والتفكر). وهكذا تتضح حقيقة التفكّر، وتشخيص معناها، وبأنها: حركة عقلية وقوّة مدركة يكتشف الإنسان عن طريقها القضايا المجهولة لديه والتي يبحث عنها ويستهدف تحصيلها، فتنمو معارفه وعلومه وأفكاره في الحياة.
نخلص من ذلك إلى نتيجة هامّة وهي: انّ الإسلام حينما دعا إلى التفكر إنّما دعا إلى العلم والمعرفة واكتشاف قوانين الفكر والطبيعة والمجتمع والحياة. وبذا أعطى الحياة والحضارة والمعرفة الإسلامية صفة الحركية وهي سر النمو والتطور والفاعلية والبقاء المؤثر في مسيرة البشرية، كما إنهّا حصانة من السقوط والتوقف والغياب التاريخي.


__________________
فريال الامل
فريال الامل
المشرف العام
المشرف العام

تاريخ التسجيل : 03/01/2010
العمر : 35
العمل/الترفيه المطالعة والكتابة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

منقول رد: الفكر الاسلامي

مُساهمة من طرف فريال الامل الإثنين مايو 31, 2010 8:01 am

التفكير الإسلامي:

وإذا كان هذا هو التفكّر بصورة عامّة، وان نتاج عملية التفكير ومحصلته العلمية يمكن أن نسميها (الفكر) فلنقف إذن عند قضية أساسية في حياة الأمّة الإسلامية وأجيالها المتعاقبة وفي حياة البشرية، وهي قضية (التفكير الإسلامي )و( الفكر الإسلامي ) وماذا نقصد بكل منهما:
أ _ التفكير الإسلامي:وبناء على ما قدمنا من تعاريف للفكر والتفكر نأتي هنا فنعرّف التفكير الإسلامي، وبما انّ لكل عمل عقلي ونشاط فكري منهجه ومنطلقاته وأهدافه، وبما أنّنا قد فهمنا انّ التفكير حركة عقلية تبدأ من المعلوم لتنتهي إلى اكتشاف المجهول، فإذن انّ هذه الحركة العقلية إذا ما مارست دورها في مجال المعارف الإنسانية كالفلسفة والتشريع وعلم الأخلاق والتوحيد ونظريات الاقتصاد والسياسة والأدب وعلم النفس الاجتماعي وفلسفة التأريخ ... الخ، ستمارس عملها كالآتي:
1 ـ تنطلق من مبادئ ومقدّمات محدودة المعالم حسب المجال الفكري الذي تتحرّك فيه.
2 ـ تسير وفق منهج وطريقة معينة تتناسب ونظرة المفكّر وطريقته في التفكير.
3 ـ تنتهي إلى نتائج فكريّة محدودة الصفة والهوية.
فان كانت هذه العملية الفكرية تنطلق من منطلقات ومقدّمات فكرية إسلامية أو منسجمة مع الخط الإسلامي، وسارت وفق منهج تفكير اسلامي، واستهدفت تحصيل نتائج وفق هذه المقدمات وطريقة التفكير التي اعتمدتها، مستهدفة الحصول على نتائج فكرية ذات طابع وهوية
إسلامية، سيكون هذا التفكير تفكيراً إسلامياً. وأما إذا لم يجر التفكير وفق تلك المبادئ الإسلامية الثلاثة، فلن نصفه بأنّه تفكير إسلامي، لأنّه انطلق من مقدمات غير إسلامية، وتحرّك وفق منهج تفكير غير إسلامي، وانتهى بصورة حتمية إلى نتائج غير إسلامية.
وإذن نستطيع أن نعرّف التفكير الإسلامي بأنّه: " كل حركة عقلية تجري على أسس إسلامية مستهدفة تحصيل فكر إسلامي ملتزم".
ب ـ الفكر الإسلامي:وبعد أن عرّفنا التفكير الإسلامي نستطيع أن نعرّف الفكر الإسلامي بأنّه:
(
مجموعة العلوم والمعارف القائمة على أسس وموازين إسلامية).
وبهذا يكون الفكر الإسلامي: (هو الفكر الذي انتجه التفكير الإسلامي الملتزم بالأسس والموازين الإسلامية).
وهكذا ننتهي إلى نتيجة أساسية في مسألة تحديد هوية وصفة الفكر والثقافة والحضارة والمعرفة، ووصفها بأنّها إسلامية أو غير إسلامية، فليس كل ما أنتجه المسلمون يصح أن نصفه بأنّه إسلامي، إنّما يوصف الفكر الملتزم بالإسلام فقط بأنّه إسلامي، وتنطبق هذه الحقيقة على كل إنتاج فنّي وأدبي أيضاً كما انطبقت على كل إنتاج فكري. فلا نسمّي الإنتاج الأدبي بأنّه أدب إسلامي، إلاّ إذا كان أدباً ملتزماً بالقيم والموازين الإسلامية، وحاملاً طابع الإسلام وروحه.
وكذلك لا نسمّي كلّ فنّ ينتجه الفنّانون المسلمون فنّاً إسلامياً، إلاّ إذا كان فنّاً ملتزماً بالقيم والموازين الإسلامية ومعبّراً عنها. قال تعالى:
{
صبغة الله ومن أحسنُ من الله صبغةً ونحنُ الهُ عابدون} (البقرة/ 138)
فريال الامل
فريال الامل
المشرف العام
المشرف العام

تاريخ التسجيل : 03/01/2010
العمر : 35
العمل/الترفيه المطالعة والكتابة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

منقول رد: الفكر الاسلامي

مُساهمة من طرف فريال الامل الإثنين مايو 31, 2010 8:12 am

مصادر الفكر الإسلامي

يحدد المصدر الذي تؤخذ منه الأفكار والمفاهيم والمبادئ والقيم طبيعة الفكر وهويته وخصائصه وقدرته على النمو والعطاء والتأثير والفاعلية.وبقدر ما تكون حيّة وغنية معطاءة، يكون الفكر حيوياً وغنياً ومتماسكاً في بنيته ووحدته العضوية. ويمتاز الفكر الإسلامي بأنه فكر يصدر عن منابع ومصادر ثرّة غنية أكسبته كل عناصر القوة والإبداع والنمو المستمر. ومصادر الفكر الإسلامي يمكننا أن نقسمها إلى قسمين هما:
1 - مصادر أولية وهي:
أ _ الكتاب.
ب _ السنّة.
ج _ العقل .
د _ الإجماع.
2 - مصادر ثانوية وتشمل:
أ - آراء الفقهاء.
ب - آراء المفكّرين الإسلاميين الملتزمين.
1ـ المصادر الأولية:أ ـ الكتاب:

يعتبر القرآن الكريم مصدر الفكر ومنبع الفهم والمعرفة والتشريع والحضارة ومقياس الخطأ والصواب، وعلى أساسه يبني المسلمون فكرهم وحضارتهم وثقافتهم وعلومهم ومعارفهم في الفقه والتشريع والعقيدة والفلسفة والأخلاق والفنّ والأدب وشتّى صنوف المعرفة والفكر والثقافة.
لقد كان نزول الوحي في أرض الجزيرة العربية على الرسول الكريم محمّد(ص)بداية التغير والانقلاب الفكري والحضاري والعقائدي والاجتماعي الشامل،فقد شكل نزول القرآن منعطفاً تأريخياً حاسماً في حياةالبشرية،ومنطلقاً جديداً.عبّر القرآن عن هذا الانقلاب الحضاري والتأريخي الشامل بانّه إخراج من الظلمات إلى النور،ومن الجهل إلى العلم،ومن الموت إلى الحياة.
قال تعالى:{الركتاب أنزلناهُ إليك لتٌخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد} (ابراهيم/ 1)
{
أومن كان ميتاً فأجييناهُ وجعلنا لهُ نوراً يمشي به في النّاس كمن مثلُهُ في الظُّلُمات ليس بخارج منها كذلك زُين للكافرين ما كانوا يعملون}.( الأنعام/122)
ان السعة والشمول والاستيعاب القرآني القائم في نصه ومفهومه وسعة أفق معالجته، مصدر ثر للفكر ومادة أساسية لصناعة وتقويم وتسديد المعرفة الإنسانية ووضعها على طريق الاستقامة.
انّ العلاقة بين القرآن والفكر الإسلامي تتلخص في مجالين أساسيين هما:
1 _ ان القرآن منبع ومصدر للفكر والثقافة والحضارة الإسلامية؛ نظراً لما حوى من السعة والشمول، ومن مادة فكرية وثقافية وعلمية، فقد وضع الأسس والقواعد العامة والإطار الشامل للفكر الإسلامي ولخط الحياة والمعرفة الإسلامية.
وقد نص الوحي على سعة أفق القرآن وعموم معالجته وشموله لكليات وأسس التشريع والفكر والمعرفة الإسلامية.
قال تعالى:{ ونزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكلّ شيء وهُدىً ورحمة} (النحل/89 )
{
ولقد صرّفنا للنّاس في هذا القُرآن من كُلّ مثل } (الاسراء/89 )
وهكذا نصل إلى تشخيص الموقف القرآني في الفكر الإسلامي، وانّه المعين الذي لا ينضب، والمنبع الذي لا يجف، وانّه قاعدة الفكر والحضارة، واساس المعرفة والثقافة.
إنّ القرآن الكريم قد وضع الأسس والكليات العامة للتفكير الإسلامي الملتزم، والمادة الفكرية المحررة من قيود الزمان والمكان، وأرسى قواعد التفكير الإسلامي الملتزم.
وإن فهم القرآن، واستنباط الفكر والمعرفة من كتاب الله يحتاج إلى عقلية إسلامية مستوعبة لروح القرآن، ومدركة لمحتواه الفكري، وقادرة على استبطان العمق وبلوغ الأغوار البعيدة لخزائن القرآن، والربط بين الأفكار والمفاهيم الواردة في كتاب الله واستنتاج المطلوب.
2 - وبالإضافة إلى إن القرآن مصدر للفكر والمعرفة، فانّه مقياس للفكر الإسلامي وميزان لضبط الصواب، وتسديد الفكر وتقويمه. فعلى أساس القرآن يجري تقويم الفكر والمعرفة والثقافة، وبه يُعرف الصواب من الخطأ، فكما انّه مصدر للفكر والثقافة فهو أيضاً مقياس للصواب والأصالة.
قال تعالى:
{
فإن تنازعتُم في شيء فردوهُ الله والرّسول} (النساء 59)
{
وأنزل معُهُم الكتاب بالحقّ ليحكٌم بين النّاس فيما اختلفوا فيه}. (البقرة 213 )
{
وإذا جاءهٌم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوهُ إلى الرّسول وإلى أولي الامر منهم لعلمهُ الذين يستنبطونهُ منهُم ولو لافضلُ الله عليكُم ورحمتُهُ لاتّبعتمُ الشّيطان إلاّ قليلاً}.(النساء83)
{
وما أرسلنا من قبلك إلاّ نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكذر إن كُنتُم لا تعلمون * بالبيّنات والزُّبُر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للنذاس ما نُزل إليهم ولعّلهم يتفكّرون }. ( النحل 43 - 44 )
إنّ الله تبارك وتعالى في كلّ ذلك يثبت لنا وجوب الرجوع إلى
القرآن كمقياس وميزان للفكر ويالمعرفة ومفاهيم الحياة والتشريع والقانون.الخ،صيانة للتفكير السلامي ومحافظة على روح الشريعة ونقائها،وما جاء في السنّة يعضد هذا إن مبدأ الالتزام بالكتاب والسنة كأساس ومقياس وأداة فحص وتقويم للفكر والمعرفة والثقافة والحضارة، لضمانة أكيدة لتحقيق الاصالة الفكرية وحفظها من التشويه والاندساس والذوبان، وان في هذين المصدرين لغنى وثروة فكرية لا تنفد، وأسساً وموازين لا تقصر في أي مجال من مجالات الفكر والمعرفة عن الفحص والضبط والتقويم وتشخيص الخطأ والصواب.
وقد أغنى العلماء والفلاسفة والمفكرون والباحثون الإسلاميون وأصحاب الفن والأدب الإسلاميين آفاق الفكر الإنساني بالفكر والمعرفة والعطاء الإسلامي الملتزم في كل مجال وفن، واستطاعوا مناقشة ومحاكمة الأفكار والنظريات والفلسفات والمذاهب المخالفة للإسلام على اساس الكتاب والسنة وقواعد العقل، فأنتجوا ثروة فكرية إسلامية فريدة، واستطاعوا إفراز الفكر الغريب والنظريات والآراء الضالّة والمنحرفة، وشخّصوا الخطأ والصواب في النتاج الفكري فاكتمل البناء وتحدد منهاج البحث والتفكير والاستنباط والتثبيت القويم.
كيف نستفيد من النص القرآني؟

من الواضح لدى الباحثين الإسلاميين والعلماء والمفسرين ان النص القرآني بمفرداته وجمله وهيءته وسياقه يحتاج إلى دراسة وتحليل وفهم دقيق وعميق.
وقد وضع المفسرون أسساً ومناهج متعددة لفهم القرآن وإيضاح معانيه، كما وضع علماء الأصول الأسس والقواعد الأصولية لفهم القرآن والتعامل مع محتواه وتحليله واستنباطه.
وقد بلغ المنهج الأصولي ذروة الكمال والاتقان عند علماء أصول الفقه في كيفية استفادة الأفكار والمفاهيم القرآنية، فقد تناولوا في بحثهم للألفاظ والأدلة اللفظية ولعلاقة الكتاب بالسنّة، كيفية تنظيم العمل الاستنباطي من القرآن الكريم، وحل معضلات الاستنباط التي تعترض طريق الفقيه والباحث في المفاهيم والأفكار والمحتوى القرآني، كدلالة الألفاظ، والتعارض، وطريقة استفادة المفاهيم، والعلاقة بين العام والخاص، والمطلق والمقيد، والمجمل والمفصل، والناسخ والمنسوخ، والمحكم والمشابه ... الخ. وشادوا نظريتهم في فهم القرآن على أساس (حجية الظواهر القرآنية )، وبذا اختلف هذا المنهج عن مناهج بعض المفسرين الذين لجأوا إلى التفسير والتأويل الباطني المجرّد عن الدليل، كالسنة الصحيحة، أو النص القرآني الموضح، كما بحث علماء الأصول علاقة القرآن بالسنة، كتقييدها لمطلق القرآن، وتخصيصها لعامه، وغير ذلك من المجالات التي بحثها علماء أصول الفقه في مجال استفادة الأحكام والأفكار واستنباطها من القرآن الكريم.
ولا يستغني الباحث والمفكر الإسلامي الذي يريد اكتشاف الأفكار والمفاهيم والنظريات في مجال الاقتصاد والسياسة والاجتماع والنفس والفكر...الخ عن فهم مناهج التفسير والتأويل، وعن فهم القواعد الأصولية المتعلقة بفهم القرآن.
وينبغي أن نشير هنا إلى أن التفسير والتأويل القرآني ينبغي أن لا يقتصر على الطريقة المألوفة، وهي شرح المفردات أو تفسير الآيات تفسيراً لكل آية في موضعها وبحدود عطائه الجزئي، بل ينبغي أن نتجاوز ذلك إلى الدراسة الموسعة والبحث المستهدف انتاج قضية فكرية متكاملة كأن تكون قضية سياسية أو اجتماعية أو ثقافية او أخلاقية أو عقائدية أو قانونية ... الخ، فنتناول الموضوع ونبحثه بحثاً نفاعل فيه بين الآيات ذات العلاقة بعضها مع بعض، بالاضافة إلى الاستفادة من سبب النزول، فهو يشكل مصدراً ايضاحياً واغناء للفكرة والمفهوم، لذا ينبغي الرجوع إليه والاستفادة منه، وربط ما ورد في السنة من إيضاحات تتعلق بموضوع البحث مع هذا العطاء القرآني لنحصل على نظرية أو فكر متكامل في ذلك الموضوع.
ب - السنّة المطهّرة:

وهي المصدر الثاني من مصادر الفكر والتشريع بعد القرآن، ومنبع أساس من منابع الهداية والاصلاح، وعلاقتها بالقرآن الكريم تتحدّد في انّها مبيّنة وموضّحة للقرآن وكاشفة عن محتواه ومترجمة له.وقد اعتنى العلماء بالسنة، وبذلوا جهوداً شاقّة ومنظمة لحفظها وتنقيحها وضبطها وتدوينها ونقلها.وقد مرّت عملية حفظ السنّة ونقلها بمرحلتين هما:
أ ـ مرحلة الحفظ في الصدور والنقل عن الرواة مشافهة.
ب ـ مرحلة التدوين والكتابة، واستيداع السّنة في كتب خاصّة.
وقد حوت هذه الكتب آلاف الأحاديث والروايات التي عالجت الأحداث والوقائع المختلفة، ويسلك الكثير منها كقواعد واُسس تشريعية وفكرية وتربوية وأخلاقية واجتماعية وسياسية واقتصادية عامّة، وبضمّها إلى ما جاء في القرآن الكريم، وربط بعضها ببعض نحصل على ثروة فكرية ضخمة وعطاء معرفي وثقافي لا يضاهى.
وتحتل السّنة النبوية في الحياة الفكرية للمسلمين دوراً أساسياً يتلخص في:
أ ـ انّها مصدر للفكر والتشريع والمعرفة الإسلامية.
ب ـ انها مقياس لتحقيق الصحّة والصواب لما ينتجه المفكّرون والباحثون الإسلاميون، وأداة لتوضيح الخطأ والصواب.
وبالرجوع إلى الكتاب والسنة والمفاعلة بين محتوييهما استطاع الفكر الإسلامي أن يبني هذا الصرح الفكري والثقافي والمعرفي الإسلامي الشامخ، ويمد الحياة الاجتماعية والفكرية والتشريعية ويغطي ما استجد واستحدث من مسائل ووقائع فكرية وتشريعية.
والسنّة االمطهرة بينابعها الثلاثة ( القول والفعل والتقرير )، قد تناولها العلماء بالدرس والتحليل والتحقيق، وأسسوا علم الرجال وعلم الحديث لاثبات الصحيح، وإلقاء المدسوس منها، ولتصنيفها وتقديم بعض الروايات على بعض في مقام العمل والاستنباط، ويساهم علم أصول الفقه في دراسة السنة وفهمها واستنباط محتواها، وحل معضلاتها كمنهج للفهم والاستنباط. وهكذا بذلوا جهوداً شاقّة للحفاظ على أصالتها وصيانتها من التشويه وتحقيق فهم سليم لها.
وإذا كان القرآن قد حفظه الله سبحانه من التحريف والتزييف وهو الآن بين أيدينا كما جاء به رسول الله محمد ( ص )، وانّ المشكلة التي تواجه الإنسان هي مشكلة التفسير والتأويل والتلاعب بمعاني القرآن وبأسباب نزوله وبإيراد الروايات المكذوبة والمشكوكة لتفسير القرآن، وإسناد هذا الرأي الخارج عن إطار الصواب أو ذاك.
فان المشكلة التي تواجهنا عند دراسة السنّة هي:
1 ـ صحّة الرواية وعدم صحّتها.
2 ـ كيفية فهم الرواية والاستفادة منها.
لذا كان واجباً على الباحث والمفكّر الإسلامي أن يتأكّد من صحّة الرواية ومن دلالتها. كما يجب عليه أن يفسر ويفهم القرآن تفسيراً وفهماً موضوعياً ونزيهاً وفق الأسس والمدارك العلمية المسوغة للفهم والتفسير.
وقد أمدّتنا السنّة النبوية بما فيها من تطبيق وممارسة عملية بأحكام ومفاهيم وقيم لا تنفد.
بالاضافة إلى الإحاديث والخطب والمحاورات الصادرة عن المعصوم نجد السلوك والممارسة العملية في حياته الشخصية التي توضّح لنا جانباً من الفكر والتشريع وتجسد الصيغة التطبيقية، وبضم أقوال المعصوم والافعال والسلوك الشخصي إلى التقريرات والموافقات الصادرة عنه لما عايش من حياة الفرد والجماعة، نحصل على الصورة الناصعة للفهم التطبيقي ولصيغة الحياة والمجتمع المبني على أساس الإسلام. والعلاقات المتوازنة بين الاحكام والمفاهيم تحل معضلة هامّة من المعضلات التي تجابه الفكر والتشريع الإسلامي عند التعامل معه كمنهج للحياة العملية ودليل للالتزام وتوجيه السلوك.
ج ـ العقل:

للعقل دور أساس في بنّاء صرح الفكر الإسلامي بما حوى من آفاق وأبعاد واسعة وعطاء ثر وبناء، فالعقل هو الاداة الفعّالة التي استخدمها العلماء والفلاسفة والمفكرون في اكتشاف العلوم والمعارف والأفكار والمفاهيم الحضارية المختلفة وبناء صرح الحضارة. وما عملية الاجتهاد، أو عملية اكتشاف واستنباط الاحكام والمفاهيم والأفكار الإنتاج ممارسة العقل دوره في الفهم والربط والتحليل والاستنتاج.
لقد أطلق القرآن حرية العقل وحرره من الركود والجمود ودعاه إلى التفكر والتأمّل والفهم والاستنباط كما في قوله تعالى:
{
افلا يتدبّرون القرآن أم على قلوب أقفالها}.

د ـ الاجماع:

وقد ناقش العلماء قضية الاجماع في علم اصول الفقه وعدّوه مصدراً للتشريع، وبما أن موضوعنا هو مصادر الفكر الإسلامي فان الاجماع رغم ضيق مساحته في مجال الفكر والتشريع فانّه قد يمدّنا أحياناً بالفكر في المسائل التي يسلك كمصدر تؤخذ عنه. وبذا يعدّ مصدراً للفكر في تلك القضايا التي يمكن ان تؤخذ عنه ثّم نسبة ما أخذ عنه إلى الإسلام، ذلك لأنّ نسبة أي فكر إلى الإسلام لا تصح إلاّ فيما أخذ من مصدر إسلامي
فريال الامل
فريال الامل
المشرف العام
المشرف العام

تاريخ التسجيل : 03/01/2010
العمر : 35
العمل/الترفيه المطالعة والكتابة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

منقول رد: الفكر الاسلامي

مُساهمة من طرف فريال الامل الثلاثاء يونيو 01, 2010 8:16 am

خصائص الفكر الإسلامي

يمتاز الفكر الإسلامي بخصائص وصفات نوعية واضحة ومحددة تميّزه عن غيره من الأفكار والنظريات، وتمنحه الحيوية والقدرة على العطاء والنمو الأصيل، ومواجهة مشاكل الحياة المختلفة، وتقديم الحلول لها.
ويمكننا ان نلخّص أهم هذه الخصائص بما يأتي

1 ـ الاتجاه العقلي:
2 ـ السعة والشمول:
3 ـ الفاعلية والحركية:
4 ـ الالتزام:
5 ـ الأصالة:
6 ـ الخصوبة وقابلية النمو:
7 ـ الوحدة والترابط:



عوامل تخلف الفكر الاسلامي

الجهل بالإسلام:
إن من الأسباب الأساسية للانحراف الفكري والضياع الثقافي لدى المسلمين هو الجهل بالإسلام، وعدم وضوح أفكاره ومفاهيمه في العقيدة والاقتصاد والسياسة والاجتماع والأخلاق وقضايا الثقافة والحضارة المختلفة، الذي يشكل محك الحاجة الفكرية والعملية، ويعالج المشاكل والقضايا الحضارية المستجدة في عالم الإنسان .

إن أبرز أسباب الانحراف الذي أصيب به الجيل المسلم المعاصر تكمن في ( الفراغ الفكري والتوقف عن الابداع والإنتاج الفكري)، الذي يسّد الحاجات المعاصرة للفكر الإنساني، وعدم الاهتمام بشؤون الثقافة والمعرفة المصادرتين، وصدّ التيارات الفكرية المادية، التي غزت البلاد الإسلامية، والاقتصار على الدراسات الفقهية والأصولية واللغوية والكلامية والفلسفية بشكلها التقليدي، دون أن ينظر في دراستها وتدريسها وبحوثها وموضوعاتها الى ما استجد من حاجات جديدة للفكر والثقافة والحياة العلمية

الفكر التبشيري، فقد شكلت تلك البؤر مصدراً لبث الفكر الغربي والمادي الذي ساهم بحرف الجيل المسلم، وإرباك تفكيره.

وسائل الدعاية والتضليل: بعد أن تطورت وسائل الدعاية والاعلام، أصبح هذا الفن من أعقد الفنون وأكثرها فتكاً وتأثيراً في حياة الإنسان.
ولقد استخدمت القوى الاستكبارية، والأنظمة المنحرفة والأجهزة المتسلطة على وسائل الدعاية والاعلام، كالصحافة والسينما والمسرح والتلفزيون والراديو والاذاعة والإشاعة وأمثالها لتزييف الثقافة والفكر، وتضليل الإنسان، وحرف مسار الفكر الإسلامي والأخلاق الفاضلة عن طريق الفنون والآداب المنحلة والثقافة المنحرفة...الخ

المستشرقون: منذ فترة طويلة والمستشرقون يبذلون جهوداً متواصلة لدراسة الفكر والتاريخ والثقافة والحضارة الإسلامية، للتعرف على عناصر القوة، وطبيعة التكوين الفكري والنفسي لهذه الأمة، بغية الاستفادة من تلك العناصر من جهة، ووضع الخطط وأساليب المحاربة والتشويه، وصرف مسار الأمة من جهة أخرى.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فريال الامل
فريال الامل
المشرف العام
المشرف العام

تاريخ التسجيل : 03/01/2010
العمر : 35
العمل/الترفيه المطالعة والكتابة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى